تجمع
يرجع تاريخ نشأة الرهبنة إلى جمعية متواضعة تأسست بمدينة باريس عام 1648 ويرجع الفضل في تأسيسها إلى السيد الفاضل أولييه راعي سان سولبيس بغرض تربية وتعليم اليتيمات الفقيرات في نطاق رعيته . وقد استعان ببعض السيدات المتدينات اللاتي وضعن أنفسهن تحت رعاية القديسة مريم وعرفن باسم راهبات المير دي ديو .
استمرت المؤسسة في عملها حتى نشبت الثورة الفرنسية ، وفي سنة 1797 صدر قرار بإغلاق جميع المؤسسات الرهبانية في فرنسا . وكانت آخر رئيسة للمؤسسة قد نجحت في أن تبقى معها أربع راهبات وعدد من الفتيات اليتيمات، وفيما سمحت العناية الإلهية تقابلن الشخصية التي فتحت لهذه الرهبنة آفاقا جديدة : ماري مرجريت دي ليزو وقد ولدت في روان سنة 1755 وعندما بدأت الثورة كانت قد أمضت 22 عاما كراهبة في دير الزيارة : ماري مرجريت دي ليزو وقد ولدت في روان سنة 1755 وعندما بدأت الثورة كانت قد امضت 22 عاما كراهبة في دير الزيارة
وعندما أغلق الدير الذي تقيم به بقيت تعمل في تعليم وتربية الفتيات اليتيمات وكان تفانيها في عملها سببا لتقربها من آخر رئيسات المير دي ديو ماري نيقول ليفيفر التي سلمت لها الراهبات واليتيمات اللاتي تحت إشرافها
وبدأت ماري دي ليزو في إعادة بناء المعهد بانطلاقة جديدة وبفضل الحماس المبذول استطاع المعهد ان يحوز اهتمام ورعاية العديد من الشخصيات البارزة ومنهم :الكردينال فيش، الملكة هورتانس، الامبراطورة جوزفين ن الامبراطور نابليون.
وكما كان الملك لويس الرابع عشر قد أسس سان سير لفتيات النبلاء قد اسس نابليون بدوره دار اللجيون دونور (وسام الشرف) بهدف ان تصبح دار رعاية لائق ومضمون لبنات جنود اللجيون دونور اللاتي اصبحن يتيمات بحكم حروب هذه الفترة
وصلت راهبات المير دي ديو إلى الاسكندرية في يوم 6 يناير عام 1880 بدعوة من الخديوي توفيق للقيام بالتعليم.وفي اليوم التالي صدرت جريدة منارة الإسكندرية باللغة الفرنسية وبداخلها الخبر التالي.
يرجع الفضل لتوفيق باشا في أن يصبح لمصر مؤسسة تعليمية يعجز القلم عن التحدث عن أعمالها .. إن الأشخاص الذين أتيحت لهم فرصة مقابلة الرئيسة العامة للمؤسسة استطاعوا أن يلتمسوا من أسلوبها الرفيع وحديثها الشيق فكرة واضحة عن طريقة التربية التي يقدمها معهد راهبات الميردي ديو. إن ذلك يعتبر أملا لمصر في تعليم نسائي كامل وعملي قائم على المبادئ والأخلاقيات والدين
وبدأت زياراتهم الرسمية في اليوم التالي حيث كان أول عمل لهن مقابلتهم للأميرة زبيدة محمد على زوجة جلال باشا التي أبدت رغبتها في مقابلتهن
وفي العام التالي افتتح أول دار بالإسكندرية بشارع رشيد عام 1881 وتحدثت عن هذا الافتتاح جريدة الإسكندرية الصادرة في عام 29 يناير 1881 أوردت مايلي :
" افتتح أمس الأول الأحد بيت سيدات اللجيون دونر الذي أنشئ في القاهرة تحت رعاية المقام العالي الخديوي توفيق وأثناء الاحتفال الذي حضره البارون ديرينج وزير فرنسا ولفيف من السيدات استمتع الحاضرون بسماع قطع موسيقية مختلفة ناجحة جدا. "
كان عدد الطالبات المقيدات في السنة الأولى 16 طالبة فقط وسرعان مازاد عدد الطالبات في المدارس بالقاهرة والإسكندرية إلى 70 فتاة كلهن كانوا بإقامة داخلية أو نصف داخلية لعدم وجود نظام دراسة خارجية في ذلك الوقت .
وقد استمر التعليم بصور منتظمة حتى تفجرت أحداث عام 1882 واضطرت مدارس القاهرة والإسكندرية إلى إغلاق أبوابها، وعادت إلى نشاطها عندما هدأت الأمور بالرغم من التلفيات والخسائر التي لحقت بمباني المدرسة بالإسكندرية
تأسست مدرسة الإسكندرية عندما قررت الرئيسة العامة الأخت ماري سانت كلير فتح المدرسة الداخلية في أكتوبر من عام 1881 في شارع رشيد رقم 63 (حاليا شارع فؤاد) وتم تأسيس الدار بعدد 20 طالبة وفي نهاية نفس الشهر ارتفع عدد الطالبات إلى 30 طالبة .
بتاريخ 11 يونيو 1910 تم توقيع عقد شراء الأرض الحالية من السيد / بولوناكي بالتبادل بفيلا شارع رشيد في يوم الاثنين 7 نوفمبر 1910 تم تبريك قطعة الأرض 50 عامل كانوا هناك لإعطاء أول ضربة فأس ، تصوير هذا الحدث لم ينجح
بتاريخ 18 إبريل 1912 تم نقل المنشأة من شارع رشيد (شارع فؤاد حاليا)رقم 63 إلى شارع السراي رقم 3 في وابور المياه حاليا 132 ش جلا ل الدسوقي واستأنفت الدراسة في اليوم التالي 19 إبريل .
بتاريخ 22يونيو 1912، افتتحت مدرسة الميردي ديو الكائنة حاليا بشارع جلال الدسوقي بعدد طالبات 171 طالبة كانت مناهج التعليم مطابقة لمناهج التعليم الابتدائي والثانوي بمدارس باريس .
تقع العدد حاليا إلى 1105 طالبة من فصل ما قبل الحضانة إلى الصف الثالث الثانوي بأقسامه المختلفة (علمي - أدبي ).
وبلإضافة إلى وجود مندوبين رسميين وأعضاء تحكيم فرنسيين كان هناك زيارات عديدة لشخصيات بارزة للمدارس الكردينال دوبوا، الكردينال تيسيران ومحاضرين مثل فرنسوا فيو ابن اخ لويس فيو الذي جاء ليتحدث عن المرأة الفرنسية
اعتبارا من العام الدراسي 1955 – 1956 تم تحويل نظام التعليم طبقا لمناهج الحكومة المصرية ، واللغة الفرنسية تدرس حتى اليوم كلغة أولى .
مازال هذا الصرح التعليمي يواكب النظم الحديثة في التعليم ، و يأخذ على عاتقه مهمة إعداد جيل متميز من الطالبات القادرة على مواكبة كل تغير في العالم متسلحة بالفكر المستنير و الثقافة الأصيلة و المتطورة معا ، ولا تنسى أن التربية قبل كل شيء أساس تكوين الشخصية المتكاملة .
وفي الوقت الذي تساير فيه المدارس تطور البرامج التعليمية باللغة العربية ، و الفرنسية فإن الراهبات يحاولن توجيه طالباتهن إلى مجالات العمل الاجتماعي كنشاط من أجل الفقراء ، ومحو الأمية وزيارات للمناطق الفقيرة ، وكذلك الانتماء وحب الوطن إذ هو ضرورة أولية .
نحن راهبات الميردي ديو بالاسكندرية نتمثل بأخواتنا اللاتي سبقتنا ، وبروح العطاء الذي ابتدأ في رهبانيتنا ومن خلال قبولنا لمعطيات الله ومسئولياتنا الإنسانية والروحية وبمعاونة مواهب الحكمة والصبر مازلنا نقوم بخدمة الكبار والصغار بدون انقطاع .
يحمي الله مدرستنا ويساعدنا على تنمية واستثمار ما زرعه في كل واحدة منا .
ونطلب من الله أن يثمر في خدمتنا لما هو صالح لمجد الله ومجتمعنا .